الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

4

لا أحب العلم
-رأيت كثيراً من الناس يظنون أنهم لا يحبون العلم بسبب فشلهم فى التعليم بالمدرسة أو بالجامعة لكنى أرى اعتقادهم خاطئاً لأن العلم قمة اللذات المعنوية ولا أحد لا يحبه مثل الجنس الذى هو قمة اللذات الحسية ولا أحد لا يحبه لكن هؤلاء يعتقدون أنهم لا يحبون العلم لأنهم لم يكتشفوا بعد فرع العلم الذى يتوافق مع رغباتهم وقدراتهم .
-----------------------------------------------------------------------------
فى تعاملك مع الناس
-ابعد عن المشاحنات والمشاجرات ولصوص الطاقة وادخر مجهودك و لا تعبأ بمحاولات أعداء النجاح ولصوص الطاقة لإضرارك .
* إياك أن تجادل الجهال فقد قال الشافعى:
 " الصمت عن جاهل أو أحمق شرف     وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح " وقال أيضاً :" ما جادلنى جاهل إلا غلبنى         وما جادلتى عالم إلا غلبته " .
 - إذا استشرت فاستشر شخصا مجربا لما تستشيره فيه وناجحا في تجربته الأمر الذى تستشيره فيه فقد علمتنى الحياة أن من يده بالماء ولم يجرب فليس له الحق أن يتحدث لأن كلامه سيكون أبعد ما يكون عن الصواب فإنه لا قيمة لأية معلومة نظرية بلا تطبيق وتجربة ؛ فقد أقنعتنى تجاربى بأنه لا يحق لى أن أتحدث عن شىء بثقة إلا بعد ما أجربه وأنه من يتحدث عن شىء لم يجربه فصعب جداً أن يكون كلامه صحيحاً لأن التجربة فوق كل علم نظرى وفوق كل ما رأيته أمام عينك لأن هناك أشياء لا تظهر ولا يمكن إدراكها ولا الإحساس بها إلا بالتجربة ويقول أفلاطون: "شاور فى أمرك من جمع بين العلم والعمل ولا تشاور من انفرد بالعلم فقط فيدلك منه على ما يتصوره الفهم ولا يخرج إلى الفعل".
ولا يكفى أن يكون من تستشيره مجربا لما تستشيره فيه بل لابد أن يكون من تستشيره ناجحا في تجربته الأمر الذى تستشيره فيه ؛ فمثلا قد تستشير شخصا جرب دراسة مجال معين وفشل فيه فيذكر لك أسباب فشله ومساوئ الدراسة لكنه لن يستطيع أن يذكر لك كيفية التغلب على تلك المساوئ لأنه لم يفعلها.
هناك أمر يضيع فائدة الاستشارة وهو أنك إذا استشرت شخصا فى أمر قد جربه وكانت تجربته خاسرة فغالبا ما سيكذب عليك ولن يقول لك الحقيقة لألا يظهر خسرانه ؛فمعظم الناس يكرهون إظهار خسرانهم ويسعون لذلك مهما كان الثمن.
-" إذا أردت أن تكون عظيماً فاعمل فى صمت " ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان فإن كل ذى نعمة محسود" (رواه أبو نعيم عن معاذ بن جبل فى حلية الأولياء بإسناد غريب  6/100)ولا تعبأ بالمثبطين أعداء النجاح وبكلامهم ولا تنفذ نصائح الآخرين إلا بعد أن تفكر فيها جيداً وترى أنها صحيحة فكم من نصائح مضللة توجه لنا من أعداء النجاح وكم من سخرية نلقاها منهم ، و ادخر طاقتك ولا تجادل وتهدر طاقتك مع هؤلاء المثبطين .
اقرأ مقال " كلام الناس " التالى للمؤلف ، ومقال " أقوال مأثورة غبية للمهندس / خالد الصفتى  ( المنشور فى أحد أعداد كتابه الشهير " فلاش ") اللذين يؤكدان ذلك:-
كلام الناس
   من أكثر الأشياء انتشاراً فى حياتنا كلام الناس وربما كان ذلك طبيعياً لكون الكلام مجانيا ، والمعروف أن الناس يكثرون من فعل الأشياء المجانية بحاجة أو بغير حاجة .
نجد الناس يتحدثون عن كل شىء فى كل المجالات بثقة شديدة تجعلك تظن كل شخص منهم خبيراً فى كل المجالات التى يتحدث فيها وإذا كان هذا ظنك فهو يقينه الذى اكتسبه من نيل استحسان مستمعيه ، ونظراً لعدم كون أى متحدث خبيراً فى كل المجالات فطبيعى أن يكون معظم كلام هذا الشخص ( الذى يظن نفسه خبيراً فى كل نواحى الحياة ، ويلقب بـ أبو العريف فى مجتمعنا ) خاطئاً ومضللاً ؛ فنجد أبو العريف يتحدث فى السياسة كأنه قائد سياسى أو محلل سياسى بارز له دراسات وخبرات سابقة وباع كبير فى هذا المجال وينتقد أفعال الساسة ونادراً ما يستحسن شيئاً ثم يتحول للرياضة وينتقد أفعال المدربين واللاعبين والحكام ، وينتقل من مجال لآخر مبدياً آراءه وهو على يقين أنها الصحيحة ناسيا قول الله تعالى:" لاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ"(الإسراء36) ، وليس هذا فحسب بل يمتد كلامه إلى تأليف الأخبار الجديدة والتى تكون خاطئة بطبيعتها وأنها مؤلفة والأخبار لا تؤلف لكنها تلقى استحسان مستمعيه لقابليتهم للاستهواء ؛ ولتسليمهم بأى شىء دون تفكير . وإذا سألت " أبو العريف " عن شىء لا يقول لك " لا أعرف أبداً " ؛ لأن هذه الكلمة تذهب هيبته وصيته فيعطيك أية إجابة تخطر على باله دون تفكير .صحيح أن " أبو العريف " مخطئ فيما يفعله لكن الخطأ الأكبر يأتى من مستمعيه الذين يستحسنون كلامه ويسلمون به دون تفكير فيجعلونه يتمادى فيه .
وقد نجح " أبو العريف " بفضل تأليفه الأخبار وقابلية من حوله للاستهواء فى ترسيخ مفاهيم خاطئة فى عقول الناس ظلت تتوارثها الأجيال وكل جيل يضلل الآخر بعده ، ومن أهم أمثلة هذه المفاهيم الخاطئة تسمية الأسد بملك الغابة والأسد لا يعيش فى الغابات وإنما يعيش فى مناطق الحشائش. وحب المستمعين الضالين ذوى القابلية للاستهواء لأبى العريف جعله يتولى تدريب فريق أعداء النجاح الذى يتدرب أعضاؤه على السلبية والعيش بلا هدف والتمرد على كل شىء والنقد الهدام وإليك أمثلة عدة من كلام أعداء النجاح :-
إذا قلت له : هذا خطأ ولا تفعله يقول لك : بلدك كلها تسير فى الطريق الخطأ وهو أنت هتصلح الكون ؟! وينسى أن الله سبحانه وتعالى سيحاسبه على كل خطأ بغض النظر عما يفعله الناس جميعاً ، وينسى أيضاً أن الله قد خلقنا لتعمير الأرض فلم لا نصلحها ؟ ! ، وإذا رآك تخطط لغدك يقول لك : يا عم خليها على الله أو خليها بالبركة أو خليها بظروفها ، وإذا رآك تحدث تطوراً فى أى شئ يقول لك : احمد ربنا على الوضع الحالى ده التمرد وحش وغيرك مش لاقى يأكل ، وكلما رأى طفلاً أو شاباً ميسور الحال يقول له : أنت مرفه ومش هتنفع ؛ لأن الفقر من شروط الجد ، ده إحنا كنا بنذاكر على لمبة الجاز  ونسرد هذا المثال الدال على خطأ كلام " أبو العريف " : قال الباجى لابن حزم : " أنا أعظم منك همة فى طلب العلم ؛ لأنك طلبته وأنت معان عليه فتسهر بمشكاة الذهب وطلبته وأنا أسهر بقنديل السوق " فقال ابن حزم : " هذا الكلام عليك لا لك لأنك إنما طلبت العلم وأنت فى هذه الحال رجاء تبديلها مثل حالى وأنا طلبته فى حال ما تعلمه وما ذكرته فلم أرج به إلا علو القدر العلمى فى الدنيا والآخرة " .
، وإنى لأتذكر جيداً كلام " أبو العريف " وعدوانه للنجاح فى أثناء دراستى بالثانوية العامة ؛ فعندما حققت بفضل الله مجموعاً عالياً فى المرحلة الأولى أخذ يردد : " كنا عايزين منك أكثر من كده بكثير ، ثم بعد فترة ردد :أنت هتتغير وتتكبر ومش هتحافظ على مجموعك " ، وعندما حافظت عليه وحققت أكبر منه فى المرحلة الثانية قال أبو العريف :- " مفيش شغل اليومين دول والبطالة – ملكت البلد وهتخلص دراسة وتقعد فى البيت " ، ثم انتقد الجامعة قائلاً : هتتعب جداً فى الجامعة ومش هتلاقى أكل ولا شرب وهتتبهدل فى الغربة ، تم تحول أبو العريف لانتقاد كل كليات الجامعة بانتقاده كل المهن الموجودة ؛ فمثلاً انتقد الصيدلى بأنه فى نظره مجرد بقال أو بائع ، والطبيب بتعبه وكثرة إجهاده وعدم تمتعه بالحياة ، والطبيب البيطرى بتعامله مع البهائم ( هذا على علم أبى العريف بأن الطبيب البيطرى هو طبيب الحيوانات وهو لا يعلم أن طب الحيوان قسم من أقسام الطب البيطرى الذى يشمل العديد من التخصصات ) ثم انتقد المهن كافة بحجة البطالة وعدم وجود عمل وأتذكر أيضاً انتقاده للضباط بحجة التعب وعدم الاستمتاع بالحياة أيضاً .
الغريب الذى نتعجب منه أن أبا العريف لا يستفيد شيئاً من عدائه النجاح وتثبيطه المتتالي لأفعال الناس والنقد الهدام لكل شىء ، ورغم ذلك يسعد جداً حينما يمارس هوايته اللعينة .
ولا يكفى كل هذا أبا العريف بل إنه يتدخل فى شئونك الخاصة وأبو العريف لا يعجبه شىء فى الدنيا ولا يريحه أو يروى غليله سوى ممارسة هوايته فى عداء النجاح وإحباط الناس والتمرد على كل شىء وتأليف الأخبار الخاطئة .
 أتمنى من كل إنسان ناجح ومتفوق وطموح ألا يتأثر بكلام أبو العريف وإن لم يستطيع إصلاح فكر أبى العريف فعليه ألا يعبأ به وألا يعطيه اهتماما ًولا استحساناً ؛ لأنه لا يستحق ذلك ، وأن يكون فى منتهى الحذر من أعداء النجاح ومن كلام الناس الذى لا نهاية له ولا حاكم له وأن يعرض عن مناقشة الجهال؛فقد قال تعالى:" وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ (الأعراف199) ، وقد صدق القائل:" لا يضر السخاب نباح الكلاب"،وأن يميز بنفسه الصواب من الخطأ وأن يتلقى معلوماته من مصادر موثوقة لا من أفمام البشر فالبشر ينسى ويخطئ ويصيب ،وأن يعمل بقول الله –عز وجل-:" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (الأنبياء7) ؛فإن لم تجد المعلومة التى تبحث عنها فى كتاب موثوق أو قرار صادر من جهة مختصة واضطررت لسؤال البشر فاحرص على سؤال المختص فقط ؛وأذكر حينما قمت بالتحويل من كلية الطب البيطرى لكلية الحقوق أخبرنى موظفو شئون طلاب كلية الحقوق بأن على إحضار شهادة كذا من كلية الطب البيطرى فأحضرتها وذهبت للتقديم بقسم التقديم بشئو ن الطلاب فتبين أن الشهادة التى أحضرتها ليست هى المطلوبة لأن من أخبرنى بها ليس الموظف المختص فعدت وأحضرت شهادة أخرى وذهبت لقسم الفرقة الأولى بشئون الطلاب فتبين أن الشهادة التى أحضرتها ليست هى المطلوبة لأن من أخبرنى بها ليس الموظف المختص فعدت وأحضرت ثالث شهادة ،وبقول شاعرنا العظيم أ/محمد إبراهيم أبو سنه :- " النسور الطليقة فى الأفق
 تعرف مصرعها
والعيون التى تترصده
والنصال التى تتعاقب خلف النصال "لذا كن على دراية بكل ما يخصك من مصادر موثوقة حتى لا تدع نفسك فريسة لتلاعب أبى العريف .
جدير بالذكر الإشادة بموقع  www.takkad.com الذى يهتم بالتأكد من صحة الأخبار العلمية وبكتاب The book of General Ignorance للمؤلف John Lloydالذى صحح الكثير من المعلومات الخاطئة ،وبالموسوعة الحديثية وموسوعة أحاديث منتشرة الموجودتين على موقع الدرر السنية dorar.net  اللتان تبينان مدى صحة الأحاديث النبوية، وبمقال "أقوال مأثورة غبية"الذى كتبه المهندس خالد الصفتى فى أحد أعداد كتابه العظيم"فلاش"وبين فيه أقوال لمسئولين كبار أثبتت خطأها،وبمقال "مفيش حاجة اسمها"الموجود على الإنترنت ويبين خدع النصب على الإنترنت ،وبكتب التصحيح اللغوى فى اللغة العربية ،وبكتب التصحيح اللغوى فى اللغة الإنجليزية وبكتاب مستشارك الخاص للكاتب ،وما شابههم  .
                                                        محمود عبد القادر
أقوال مأثورة ( غبية ) !
كم من الأقوال المأثورة التى عشنا عليها ، وحفظناها عن ظهر قلب ، وصارت بالنسبة إلينا علامات مضيئة وكلمات مسلّماً بصحتها ، نتداولها بيننا فى مختلف المناسبات والمواقف .
-لكن هناك فى الجانب الآخر أقوال مأثورة صدرت عن بعض المشاهير ، ومع الأيام ثبت خطؤها الفادح ، وبعدها التام عن الصواب .. حتى صارت لمن يقرؤها الآن ، مدعاة للضحك .. و التهكم .
-وبالفعل تستحق أن يطلق عليها ( أقوال مأثورة غبية ) ! !
-( كنت أولسن ) رئيس ومؤسس شركة Digital equipment قال فى عام 1977م :-
- " ليس هناك من داع لأن يمتلك كل شخص جهاز كمبيوتر فى منزله " .
-ما رأيه  الآن ؟ فى هذا الزمن الذى صار من لا يتقن التعامل مع الكمبيوتر ( أميا) بالفعل ؟!!
-أما المارشال ( فردناند فوتش ) واضع استراتيجيات الحربية الفرنسية وقائد القوات الفرنسية فيما بعد فى الحرب العالمية الأولى .. فقد قال عام 1911 :-
- " الأرض هى مركز الكون " .
-تلك مقولة ( بطليموس ) عالم الفلك المصرى العظيم فى القرن الثانى الميلادى ! .
*كل عام وأنت بخير يا أبو البطالسة ! .
-أما الملك الإنجليزى الشهير ( جورج الثالث ) لم يجد خيراً من يوم استقلال الولايات المتحدة الأمريكية ليقول : " لا شىء ذا أهمية حدث اليوم " !!
-أما مندوب الولايات المتحدة لبراءة الاختراع ( تشارلز دوبل ) فقد قال فى العام 1988م :-
- " كل شىء يمكن اختراعه .. تم اختراعه بالفعل " !
-وأغرب الأقوال الغبية ما وُجد فى مذكرة داخلية فى شركة ( ويسترن يونيون ) الشهيرة للأموال ، عام 1976 ، ويقول :- 
-" التليفون يحتوى على الكثير جداً من العيوب بحيث لا يمكن التفكير فيه بجدية كوسيلة اتصال .. هذا الجهاز لا قيمة له بالنسبة لنا " !!
" الطائرات ما هى إلا ألعاب مسلية ، لكنها غير ذات قيمة عسكرية " .
-والآن .. كيف ننظر إلى هذا القول ، وقد أصبح السلاح الجوى هو الأول والحاسم فى كل المعارك الحديثة ؟ ! فمن منّا لا يتابع الهجمات الأمريكية الجوية فى معاركها الغاشمة ضد أجزاء من وطننا العربى ؟ ومن منا لم يؤمن بأن التفوق العسكرى الجوى الأمريكى هو الذى يضمن لأمريكا كسب معاركها مع الأطراف الأخرى ؟! 
-وما رأيك يا صديقى فى مقولة ( د. لى ذى فورست ) مخترع الصمام الإلكترونى المفرغ ، وذلك عام 1946 :-
" الإنسان لن يصل إلى القمر ، بغضّ النظر عن التقدمات العلمية المستقبلية " !
-أمر مضحك فعلاً .. فبعد عشر سنوات و نيف من مقولته هذه ، كان الإنسان يتجول بحرية تامة على سطح القمر !! .
-وهل تتصور أن ( داريل زانوك ) رئيس شركة أفلام معروفة ، قال فى العام 1963 :-
" التليفزيون لن يكون قادراً على الحفاظ على أى قطاع يجذبه بعد ستة أشهر ؛ سوف يشعر الناس بالإرهاق بسرعة  من التحديق فى صندوق مصنوع من الخشب كل ليلة " !! .
-الدكتور ( بان مكدونلد ) الطبيب والجراح من لوس أنجلوس قال هى تصريح لمجلة النيوزويك ( العدد 18 ) عام 1976 :-
" بالنسبة لمعظم الناس ، استخدام التبغ له أثر مفيد " !!
**********************************

7

الإجازة الصيفية
    هى وقت للترفيه المفيد يأتيك للراحة والمكافأة بعد تعب و كد طوال العام لذا عليك استغلال الإجازة خير استغلال والاستمتاع بها خير استمتاع لتبعث فيك أملاً جديداً للعام القادم .
ولكن احذر أن تضيع الإجازة فى شىء لا يفيد كالنوم أو الألعاب المرئية .
ويقدر نجاح استثمارك للإجازة بتحقيق الاستمتاع والانتفاع والإنجاز ،
 فالإنجاز مثلاً كاجتياز اختبارات الحصول على الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب ICDL  أو دراسة دورة علمية فى المحادثة الإنجليزية .
لكن احرص على تلقى العلم لا على الشهادات واحرص على حسن اختيار مصادره ؛فمثلا فى أثناء دراستى الجامعية رأيت الطلاب والخريجين يسعون بكل قوتهم إلى دراسة الدورات التدريبية فى الحاسوب والتنمية البشرية لا بهدف التعليم ولكن بهدف جمع أكبر عدد من الشهادات وذاع بينهم آنذاك مصطلح " شهادة معتمدة " وأدى تكالب هؤلاء على دراسة هذه الدورات إلى ظهور عدد كبير من مراكز التدريب التى كان أغلبها من النصابين الذين يسعون إلى سلب أموال الناس وإعطاءهم الشهادات التى يريدونها دون تعليم وهذا برضا المتدربين طبعاً .
ووجدت مراكز التدريب تتصنع الدورات التدريبية فى سبيل سلب أموال الناس ومن طرق النصب التى شهدتها بنفسى أن يعلن مركز ما عن دورة تدريبية معينة وبعدما يجمع أموال المتدربين ويحدد لهم موعداً لبدء الدورة يفاجئهم بتأجيل الدورة إلى أجل غير مسمى ولا يرد لهم أموالهم وسأسرد دليلاً عملياً آخر :
أعلن عن ندوات لأحد أعلام التنمية البشرية فى العالم  فى مدينة أسيوط فى الفترة من 21 إلى 23 أبريل 2009م وأعلن عن ذلك بموقع ذلك المحاضر على الشبكة العالمية وبعدما بيعت التذاكر المطبوع عليها صورته  أجلت الندوات إلى أجل غير مسمى وبعدها أقيمت ندوة بديلة يوم 13 مايو 2009م لمدرب ناشىء بمدينة أسيوط لكى لا ترد للحاجزين أموالهم .
 والانتفاع كقراءة كتاب مفيد .
والاستمتاع يتمثل فى فعل ما يمتعك كممارسة هوايتك والتنزه مع أصدقائك .
و أمامك سبل لا حصر لها للاستفادة من الإجازة مثلاً :-
أولاً : فى منزلك : نظم غرفتك ومنزلك ، وحاول أن تساعد والديك فى قضاء حوائج المنزل وتواصل مع أقاربك وأهلك .
ثانياً : فى المعرفة : لابد أن تواكب تقنيات العصر وأن تكون على دراية بها فلابد من أن تتعلم برامج الحاسوب الأساسية وتجيدها .
-لابد من قراءة الكتب الثقافية ومتابعة البرامج المفيدة .
ثالثاً : فى الرياضة : لابد من أن تمارس رياضة بانتظام .
رابعاً : فى التطوع : يجب أن تتطوع فى مساعدة الآخرين وفى الأعمال الخيرية .
خامساً : يجب أن تتنزه مع أصدقائك وتمارس الأشياء التى تسعدك .
***************************
أدعية الاستذكار
*دعاء قبل المذاكرة : " اللهم إنى أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك وقلوبنا بخشيتك وأسرارنا بطاعتك إنك على كل شىء قدير و حسبنا الله ونعم الوكيل " .
*دعاء بعد المذاكرة : " اللهم إنى أإستودعك ما قرأت وما حفظت و ما تعلمت فرده عند حاجتى إليه إنك على كل شىء قدير و حسبنا الله ونعم الوكيل " .
*عند دخول لجنة الامتحان : " رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق و اجعل لى من لدنك سلطاناً نصيراً " .
*عند بداية الإجابة : " رب اشرح لى صدرى و يسر لى أمرى و احلل عقدة من لسانى يفقه قولى ..بسم الله الفتاح ... اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً ... يا أرحم الراحمين " .
*عند تعسر الإجابة : " لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث ربى أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إن شئت سهلاً .
*عند النسيان : " اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه أجمع على ضلى " .
*عند النهاية : " الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله " .
( دعاء يستغيث منه الشيطان )
·   ورد فى الأثر عن الإمام " محمد بن واسع " أنه كان يدعو الله كل يوم بدعاء خاص فجاءه الشيطان وقال له : " يا إمام أعاهدك أنى لن أوسوس لك بمعصية ولكن بشرط ألا تدعو الله بهذا الدعاء ، وألا تعلمه لأحد ، فقال له الإمام : " كلا سأعلمه لكل من قابلت ، و فعل ما شئت " .
هل تريد معرفة هذا الدعاء ؟؟؟ كان يدعو فيقول :
" اللهم إنك سلطت علينا عدواً عليماً بعيوبنا يرانا هو و قبيله من حيث لا نراهم ، اللهم أيسه منا كما أيسته من رحمتك و قنطه منا كما قنطته من عفوك و باعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين رحمتك وجنتك " .
·   قال سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه : " يا بنى لا أحمل هم الإجابة ولكنى أحمل هم الدعاء فإذا وفقت فى الدعاء أعطيت الإجابة " .
* من علامات العلم النافع *
1-      العمل به .
2-      كراهية التزكية ، والمدح ، و التكبر على الخلق .
3-      تكاثر تواضعك كلما ازددت علماً .
4-      الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا .
5-      هجر دعوى العلم .
6-      إساءة الظن بالنفس و إحسانه بالناس تنزها عن الوقوع بهم .

رسالة لكل أب وأم

يتمنى كل ولى أمر أن يصبح ابنه أو بنته أحسن إنسان فى الوجود ويتمنى أن يحقق كل ما فشل هو فى تحقيقه ولا يضع فى اعتباره أن ابنه بشر منحه الله سبحانه وتعالى قدرات معينة وحرمه من قدرات وإمكانيات أخرى ؛لأن الله –سبحانه –خالقنا فيعلم الخير لنا والشر وقد أعطى كل واحد منا الخير له ؛فيقول تعالى: " عَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "(216البقرة )، ويقول ابن القيم :"ما أغلق الله على عبد بابا بحكمة إلا وفتح أمامه بابين برحمة"ولا يدرك الظروف السيئة التى قد تواجه ابنه فى طريقه لتحقيق أمانيه ولا يقتنع بها لأنه لا يشعر بها لأن يده فى الماء لا النار وشتان بين الماء والنار لذا نادراً جدا إن لم يك مستحيلاً أن تجد ولى أمر راضياً عن ابنه وسعيداً به ودائماً تجد كل ولى أمر يقابل ابنه بابن غيره ويشعر نفسه أو يخدع نفسه بأن ابن غيره أفضل من ابنه ويحقر ابنه دائما بأن يخبره بأن فلاناً ابن غيره أفضل منه الأمر الذى يحبط الابن ويجعله يكره أباه .
يجب على الأب ألا يطلب من ابنه شيئاً إلا فى حدود قدراته وألا يعيره بعيوبه التى خلقه الله بها وكم وجدت آباء يعيرون أبناءهم بضعف الجسد .
ومن الآباء من يعنف ابنه فى كل شىء بحجة تعليمه ، وهو يجهل أن القهر يعلمه الكذب ويجعله يكره أباه .
عندما أنجب الأب ابنه فقد أخرجه إلى الدنيا ( دار الحروب ) وواجب عليه أن يقويه لمواجهة هذه الحروب لا أن يشن حرباً أخرى عليه .
ومن الآباء من يحبط ابنه دائماً فى كل شىء ويشعره دائماً بأنه فشل فى كل شىء وكم رأيت أباً يحبط ابنه ويخبره بأنه سيفشل لأنه مدلل ويقول له : " إحنا نفعنا عشان كنا فقراء وكنا بنذاكر على لمبة الجاز " ونرد على هذا القول السخيف الذى يصدر كثيراً من الحمقى بالموقف التالى: قال الباجى لابن حزم : " أنا أعظم منك همة فى طلب العلم ؛ لأنك طلبته وأنت معان عليه فتسهر بمشكاة الذهب وطلبته وأنا أسهر بقنديل السوق " فقال ابن حزم : " هذا الكلام عليك لا لك لأنك إنما طلبت العلم وأنت فى هذه الحال رجاء تبديلها مثل حالى وأنا طلبته فى حال ما تعلمه وما ذكرته فلم أرج به إلا علو القدر العلمى فى الدنيا والآخرة " .
ويجدر بنا أن نذكر أن من أوتى حسن الخلق فلا عليه ما فاته من الدنيا فإذا كان ابنك  فاشلا فى كل شىء ولكن حسن الخلق فهذا يكفى لأن ترضى عنه ؛ لأن حسن الخلق أندر ما فى دنيا الناس ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق ، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة "(صحيح الترمذى 2003)، ويقول شاعرنا الكبير حافظ إبراهيم :
" فإذا رزقت خليقة محمودة                       فقد اصطفاك مقسم الأرزاق " .
ونذكر أيضاً أن من كان فى نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر ؛ فمثلاً من لا يشكر الله على حسن خلق ابنه وظل يتمرد بحجة عيوب ابنه الأخرى فستكون النتيجة زوال هذه النعمة .
فى مشوار تعليم الابن يجب أن يعلم ولى الأمر أن بحر العلم واسع غزير متلاطم الأمواج وملىء بالعقبات وأن خوضه يحتاج إلى مثابرة ونقصد بالمثابرة الصبر على ما يحدث من نتائج سواء أكانت نجاحاً أو إخفاقاً والاستمرار فى العمل الجاد والثقة فى أن الله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، لكن للأسف تجد الأب يطلب من ابنه أن يكون الأول على مدرسته أو جامعته وأن يحرز درجة أعلى من فلان ابن فلان دون أن يكون هدفه تحصيل ابنه العلم والاستفادة به فى حياته ولأن يد الأب فى الماء لا النار فإنه لا يشعر بالمساوىء التى تعوق ابنه من تحقيق طلباته المتمثلة فى الحصول على أعلى الدرجات وهذه المساوىء تكمن فى أشياء لا حصر لها مثل سوء التصحيح وسوء نظام المدرسة أو نظام الامتحانات وطبعاً لا يصدق الأب تلك المساوىء لأنه لا يشعر بها ، وعندما تظهر النتيجة ولا يحقق ابنه طلباته يعنفه ويحبطه ويجعله يكره خوض بحر العلم بدلاً من أن يشكر الله على نجاح ابنه ، ويجب على الأب بدلاً من أن يحبط ابنه أن يحمسه لتحقيق أفضل مما حقق ويبحث معه حل المشكلات التى منعت تحقيق هدفه ؛ فخوض بحر العلم يحتاج إلى تحميس وتشجيع لا إحباط وعنف .
وتجد كل أب يتمنى أن يكون ابنه طبيباً أو مهندساً أو يعمل نفس عمله ليكون امتداد له ويحقق ما فشل هو فى تحقيقه لكن خوض بحر العلم يحتاج إلى أن يختار المبحر فيه التخصص الذى يحبه وأن يكون هدفه تحصيل العلم لا الدرجات فقط ، وكل إنسان أعطاه الله قدرات وإمكانيات فى مجال معين تجعله متفوقاً فيه .

الدراسة بالجامعة

   عودتنا وسائل الإعلام فى بلدنا أن تعطى الثانوية العامة حجماً كبيراً من اهتمامها وتصورنا بأنها أصعب المراحل التعليمية وأن الخروج منها بمثابة الخروج من عنق الزجاجة والانتصار على كل شىء فى الدنيا ، ولكن كل هذه الأحاسيس يشعر الطلاب بخطئها بعدما يدخلون الجامعة ويكتشفون أن الدراسة بها تحتاج لمجهود مضاعف لمجهودهم فى الثانوية العامة .
وفى دراستك بالجامعة اختر التخصص الذى تحبه لكى تتفوق فيه ؛ فمقومات النجاح فى العمل هى : موهبتك فى مجالك وحبك لمجالك الذى يولد إخلاصك فيه ويجعلك تصل لأعلى المراتب بها و الإخلاص وبذل كل طاقاتك ومجهوداتك فى هذا المجال الذى تحبه ؛ لا تتعجب فهذا هو الحب الحقيقى الذى يجعلك تبذل كل شىء فى سبيل ما تحبه أو من تحبه ؛ أما الشخص الذى يدرس ويتخصص فى مجال لا يحبه يكون هذا المجال بالنسبة له مجرد عمل فقط لا حياة ومتعة كالشخص الأول ؛ لذا لا يصل فيه سوى إلى النجاح بالكاد .
*إذا كان حال كليتك شيئاً وكانت الدراسة بها بعيدة عن واقع العمل فلا تنزعج من تعثرك فيها وواصل كفاحك فيها إلى أن ينصرك الله سبحانه
*إذا اضررت للسفر فى سبيل العلم فلا تضايقنك الغربة فى سبيل التعليم ؛ فيقول الإمام الشافعى :
 " والأسد لولا فراق الأرض ما افترست       والسهم لولا فراق القوس لم يصب".
*إياك أن تستمر فى الدراسة فى مكان متناه فى الفساد وأنت فيه مقيد بالأغلال لا تستطيع الحصول على حقك واقرأ هذا المقال للمؤلف ليتضح لك ذلك:
مساوىء التعليم الجامعى فى بلادنا
عندما كنت أدرس بالصف الثانى الثانوى عام 2006م نشرت مقالاً عن مساوىء التعليم فى مدارسنا المصرية فى عمود كامل بصحيفة الأهرام التعليمى ، أما الآن فقد دخلت الجامعة وقضيت عامين أسودين بكلية الطب البيطرى ولم أوفق فيهما وتركتها والتحقت بكلية الحقوق وهأنذا أكتب ما لمسته من مساوىء تعليمنا الجامعى.
لقد ذكرت فى كتابات سابقة أن السبب الرئيسى فى تخلفنا وفى كل مشاكل بلادنا هو جهل وغباء معظم شعبنا الذى يسلط شره على نفسه دون أن يدرى مما أدى إلى فقر معظم شعبنا فأصبحت المشكلة فقرا وغباء وجهلاً والفقر سبب جعل التعليم مجانياً مما أدى إلى فساده وذلك لأن مجانية التعليم جعلت أجور المدرسين ضئيلة والإمكانيات ضئيلة وجعلت الطلاب يفسدون كل شىء فى المدارس ؛ لأنهم لم يدفعوا فيه شيئاً ( وهذا راجع لمشكلة غباء معظم شعبنا الذى يسلط شره على نفسه السابق ذكرها ) .
ولنتحدث عما فعله الغباء والجهل والفقر فى معظم شعبنا ؛ فنظرا لفقر معظم شعبنا لا يستطيع معظم أفراده إلحاق أبنائه بالجامعات الأجنبية أو الجامعات الخاصة مما سبب جعل التعليم الجامعى مجانياً وأدى إلى فساده أيضاً مثل التعليم الأساسى .
أما الغباء فقد جعل كل أب يتمنى أن يصبح ابنه طبيباً أو مهندساً ولا سيما طبيباً ؛ فشعبنا ينظر إلى الطب على أنه رمز للتفوق والمال والاحترام والمكانة المرموقة وهذا يؤدى إلى تدافع الناس كلها على مكان واحد وهذا يتعارض مع فطرتنا التى خلقنا الله عليها لنعمر الأرض ؛ فقد يسر كلا منا لما خلق له ، وقد وصل الغباء والجهل بالناس إلى درجة أن الناس فى مدينتنا بصعيد مصر كانوا لا يعرفون شيئاً نهائياً عن مجالات كثيرة كالسينما والإعلام وإنما يعرفون فقط الطب ويؤمنون به كل الإيمان ولا يشهدون بالتفوق إلا لطالب كلية الطب ، وقد أدت هذه الفكرة الخاطئة إلى رغبة كل الطلاب فى الالتحاق بكلية الطب ليس حبا فى مجال الطب ولكن فى المال والمكانة المرموقة وأدى تدافع الطلاب على هذه الكلية بطريقة التعليم الجامعى المجانى إلى خروج مكتب تنسيق القبول الجامعات عن طوعه وهو معذور فهو لم يجد حلا غير أن يصبح عدد المقبولين بكليات الطب هو عدد أعلى المجاميع الكلية فى الثانوية العامة الذى يماثل عدد الأماكن الخالية بكليات الطب ما أدى إلى تحويل الثانوية العامة من غاية غرضها التعليم إلى وسيلة سيئة جدا للالتحاق بكليات الجامعة وأصبح الناس يعتبرونها مسألة حياة أو موت أو تحديد مصير كما يقولون فكانوا يوهمونى بأنى إذا لم يحالفى التوفيق ولم ألتحق بكلية الطب فلن أجد عملا فى أى مجال آخر وأدى ذلك إلى بدء الطلاب فى الدروس الخصوصية مذ بدء الأجازة الصيفية بالتعاقد مع عدد كبير من المدرسين لا بغرض التعليم  إطلاقا وإنما بغرض إحراز الدرجات بأى وسيلة ممكنة أو غير ممكنة أو حتى غير مشروعة لحجز مكان فى كليات القمة وقد خضت تلك التجربة وعرفتها وعرفت أنها خاسرة و فاشلة كل الفشل لا محالة لأنك مهما فعلت ومها اجتهدت ومها حصلت على مجموع كبير فلن تدخل الكلية التى تريدها وإنما التى يعطيها لك مكتب التنسيق فمثلا من يريد الالتحاق بكلية الطب البشرى مثلا مهما أحرز مجموعا كبيرا فإنه سيخضع لمكتب التنسيق وقد يحالفه الحظ أو لا يحالفه ويودى به إلى كلية الصيدلة أو الطب البيطرى أو طب الأسنان أو العلاج الطبيعى حسب حظه وهذا فضلا عما يحدث من أخطاء فى أسئلة امتحانات الثانوية العامة التى غالبا ما تجعل الحظ هو الفيصل ولكن أساس فشل التجربة هو التحاقك بكلية لا تريدها وأنك مهما فعلت فستدخل الكلية التى على هوى مكتب التنسيق لاعلى هواك.
وعن تجربتى الخاصة فقد كنت أتمنى الالتحاق بكلية الطب والتحقت بالقسم العلمى بالثانوية العامة وكنت كمن يدخل حربا ضروسا -لا بديل عن الانتصار فيها -يعد لها كل الإعداد وكان عزمى على أن أحرز مجموع الـ 100% لا يفوق عزمى على أى شئ آخر فى حياتى وكانت المفاجأة أنى فى المرحلة الأولى من الثانوية العامة نسيت أن أجيب عن سؤال فى مادة الكيمياء قدرة خمس درجات وحصلت على 45 درجة من خمسين درجة فى الكيمياء وكان مجموعى الكلى فى المرحلتين 97% وأودى بى إلى كلية الطب البيطرى وطبعا كان معظم شعبنا بما فيه من الغباء والجهل يكره تلك الكلية ولا يحترمها ويعتبرها بلاء لكنى كنت سعيدا جدا بأن مكتب التنسيق لم يخذلنى وأعطانى كلية طبية وحمدت الله ودخلت الكلية فوجدت أنى الطالب الوحيد بها السعيد بدخوله هذه الكلية وخلال تجربتى بالكلية لمست مساوئ التعليم العالى لدينا وعرفت جيدا لماذا لا تنجب مصر علماء فى العلوم الطبيعية بينما تنجب عظماء فى العلوم الإجتماعية وذلك لأن من أراد تعلم العلوم الإجتماعية فالكتب موجودة أمامه وبإمكانه تحقيق ما يريد دون الاستعانة بأحد أما من يريد تعلم العلوم الطبيعية فى جامعاتنا فإنه يضرب بالأحذية على رأسه من قبل الأساتذة الذين ضربوا قبل ذلك من قبل أساتذتهم وعموما سأشرح تجربتى وأستنبط مع كل حادث فيها عيبا فى تعليمنا الجامعى .
كانت الكيمياء أول مادة درسناها فى أول يوم لنا بالكلية وفى المعمل كان معيد كلية العلوم يسبنا ويعيرنا بأننا طلاب الطب البيطرى وبأننا نتعامل مع الحيوانات- وأقسم بالله أنى لو كنت مسئولا آنذاك لفصلته فصلا نهائيا فى تلك اللحظة- وجعل المعيد يسرد طلاسم وتجارب ولم نفهم منها شيئا وأمرنا بكتابتها وانتهى الدرس العملى وقد أمرنا المعيد بحفظ هذه التجارب وكانت أشبه بالطلاسم وحفظها يعد حفظ فهرس أى شئ لا يحفظ مما جعلنا نتعقد ونظن الكيمياء أصعب مادة ثم أخبرنا طلاب الفرقة الثانية بأن التجارب تكون مجمعة فى جدول موجود بالكافيتريا وعلينا شراؤه من هناك لأنه لا يسمح بدخول الامتحان دون حمل هذا الجدول وهو ليس للحفظ ولكن للامتحان وهنا يظهر أول خطأ وهو عدم وجود كتاب عملى مقنن صادر من الكلية به شرح مفصل لا يترك صغيرة ولا كبيرة تدع الفرصة لمعيد أن يكذب علينا أو يضلنا أو يتهاون فى شرح شىء لكن الكتاب العملى الصادر من الكلية كان أشبه بالدفتر الفارغ الذى يجب ملؤه بكلام المعيدين ومثلا فى مادة الهستولوجى كان المعيد يرسم الرسوم على السبورة بصورة خاطئة وبالتالى ينقلها الطلاب بصورة أكثر خطأ وهذا لعدم وجود تقنين للكتاب العملى وطبعا كان هذا العيب هو أجل العيوب فى كل المواد الدراسية وفى مادة التشريح مثلا تجد ألاطلس المجسم المطبوع يباع فى المكتبات ولا يصدر عن الكلية ولا أحد يرشدك إلى شرائه أما عن الكتب النظرية فتجد الكتاب مكتوبا عليه إعداد قسم الهستولوجى مثلا وهذا معناه أن الكتاب مكتوب من عشرات السنين دون تطوير وسيدرس كل موضوع فى الكتاب أستاذ معين وهذا معناه أن كل موضوع فى الكتاب ليس مكتوبا عل هوى الأستاذ الذى سيشرحه فتجد كل أستاذ عندما يدرس الجزء المطلوب منه يشرح أشياء غير موجودة فى الكتاب تماما ويكون الطلاب مطالبين بكتابة كل كلمة يشرحها وراءه وهذا يستحيل عمليا وكفانا كلام شعارات وكفانا خداع أنفسنا لأن هناك أشياء لا يمكن كتابتها وراء الأستاذ بصورة صحيحة مثل المعادلات والرموز الكيميائية والمصطلحات الهجائية وهذه المشكلة تتمثل فى عدم وجود كتاب مقنن للمنهج وهذا يعد جل المساوىء وأساس الفساد ؛ لأن الكتاب هو أساس العلم ؛ ومصدره الموثوق ، فكيف نعلم أبناءنا بلا كتب ، وترتيبا على ذلك تجد أن الأستاذ الذى يضع الامتحان  غير الأساتذة الذين درسوا و من يضع الامتحان التحريرى غير الممتحن شفهيا ، وهذا الاختلاف وعدم التقنين وسوء التنظيم يؤدى إلى جعل الممتحن تحريرياً يأتى بأسئلة عن أشياء لم تدرس أصلاً وهو معذور لأنه لم يدر ماذا درس ولا يوجد كتاب مقنن يوضح ما درس، وكذلك يفعل الممتحن شفهياً أيضاً .
وطبيعى أن تجد شرحاً سطحياً أو عدم شرح ومحاولات تعقيدية آتية من الأساتذة والمعيدين ؛ لأنهم قد عانوا هذه المساوىء  وهم طلاب وضربوا بالأحذية على رءوسهم من قبل الأساتذة لذا فهم يروون غليلهم برد الإساءة على حساب الطلاب بالأخذ بقول الشاعر : " إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر " .
وتأتى امتحانات أعمال السنة فى توقيت سيىء جداً فمثلاً تكون امتحانات نصف العام فى منتصف شهر يناير والمناهج الدراسية لا تنتهى إلا بانتهاء شهر ديسمبر وتكون امتحانات أعمال السنة فى النصف الثانى من شهر ديسمبر والامتحانات العملية تمتد من أواخر شهر ديسمبر وتنتهى قبل الامتحانات النظرية بأسبوع على الأكثر ، وفى هذه الحالة فإن الطالب خلال شهر ديسمبر يحتار هل يذاكر ما درسه اليوم من مناهج أم يذاكر المادة التى سيمتحن فيها امتحان أعمال السنة غداً أم يراجع المادة النظرية استعداداً لامتحانات نصف العام أم يراجع المادة العملية استعداد للامتحانات العملية بعد أسبوع وجدير بالذكر أن نمط أسئلة امتحانات نصف العام يختلف كلياً عن نمط أسئلة امتحانات أعمال السنة فلا يصح أن يظن أحد أن الطالب عندما يذاكر استعداداً لامتحان أعمال السنة سيفيده استذكاره لامتحان نصف العام وهذا لأن وضع أسئلة امتحان نصف العام يختلف كلياً عن وضع وطريقة أسئلة امتحان أعمال السنة أى أن المذاكرة استعداداً لهذا الامتحان تكون بطريقة وبكيفية مختلفة كلياً عن طريقة المذاكرة لذلك الامتحان .
وفى الامتحان العملى كان لابد أن نتجمع فى الساعة العاشرة صباحاً ويتم حبسنا داخل المعامل ويكون الدخول للامتحان بالترتيب الأبجدى ونظراً لأن اسمى " محمود " يبدأ بحرف الميم ذى الترتيب الأبجدى المتأخر فكنت أدخل الامتحان فى الساعة السادسة مساءً بعدما أظل محبوساً داخل المعمل ثمانى ساعات كاملة ، أما الامتحان الشفهى فكان موعده فى الساعة الثانية عشرة ظهراً وكان علينا أن نقف أمام مكتب الأستاذ الممتحن – حيث لا يوجد مكان للجلوس- أوقات طويلة لأنه كان يتأخر عن موعده وإلى أن يأتى دورى فى الترتيب الأبجدى .
أما عن الأنشطة التى كانت موجودة بالكلية فطبيعى ألا توجد أنشطة عملية إطلاقاً وإنما كانت هناك الجمعية العلمية لطلاب الطب البيطرى وكانت إعلاناتها تنص على أن أنشطتها هى التدريب العملى على أعمال الطب البيطرى والرحلات العلمية وكان اشتراكها قيمته خمسون جنيهاً لمدة عام وكان من يشترك يحصل على بطاقة عضوية ودورة تدريبية عن كتابة السيرة الذاتية ومهارات العرض فقط ولا ينفذ أى شىء مما نص عليه الإعلان وتقيم الجمعية رحلة علمية لبولندا قيمتها ستة الآف جنيه مصرى وهو مبلغ لا يملكه أى طالب بالكلية لأنه لو كان هناك طالب يملك هذا المبلغ لما التحق بكليتنا والتحق بأى جامعة خاصة ، وعن النشاط الثقافى فكان الطلاب يجمعون مقالات تافهة جداً من الشبكة العالمية- الإنترنت- ويطبعونها فى مجلات بالكلية ولا أحد يستفيد شيئاً من هؤلاء الطلاب الذين كتبوا هذه المجلات ، ولكن الحق أحق أن يتبع فإنى لا ألوم الكلية على فساد الأنشطة بها لأن كل شىء له وقته ومكانه والتخصص أهم شىء ولا أحد يتعلم السباحة بالمدرسة رغم وجود نشاط رياضى بها ؛ لأن التخصص أساس النجاح والقوة .
المساوىء التى ذكرتها لا يشعر بها أحد سوى من جربها لا من قرأها أو سمعها لأن يده فى الماء وشتان بين طعم الثلج وطعم النار ؛ فإن هذه الأسباب تشكل فساداً لا يوصف ويجعل هذا الفساد والفوضى نجاح الطلاب أمراً إن لم يكن مستحيلاً فسيكون مبنياً على الحظ والحظ أنذل ما فى الوجود فإن نصرك اليوم لن ينصرك غداً وإن نصرك اليوم وغداً لن ينصرك بعد غد لذا تجد من ينجح بالحظ فى العام الأول يرسب فى العام الثانى ومن ينجح فى العامين الأول والثانى يرسب فى العام الثالث وهكذا وقليل جداً من يرحمه الله ويكرمه بحسن الحظ وينجح فى الأعوام الخمسة ويخرج وهو لم يتعلم شيئاً مفيداً وإنما حصل على شهادة مظهرية فقط ، وبعد كل هذا هل ما زلت عزيزى القارىء تتساءل لماذا لا تنتج بلادنا علماء ؟! .
بعدما شربت الكأس المرة فى تلك الكلية كنت أتساءل هل هذا جزائى على اجتهادى وتفوقى الدراسى طوال عمرى وحصولى على مجموع كبير فى الثانوية العامة ، وقد كنت طوال عمرى طيباً ولم أؤذ أحداً ؟! هل يجور على الزمن لهذا الحد وأتجرع كأس الرسوب المرة وأتعرض للقهر فى منزلى والكل يصفنى بالفشل والرسوب ويجعل الحظ السيىء شخصاً لا يساوى مليماً يسخر منى ويصفنى بالفشل بعدما كنت طوال عمرى رمزاً للتفوق والاجتهاد وكنت كالعلم الذى يحييه طلاب ومدرسو المدرسة كل صباح ؟ !
من أسوأ الأشياء فى الدنيا أن تجد جزاء إحسانك عقابا.
إن من كانت ينجح بتلك الكلية كان يتسم بالصبر لأبعد حد فكان يصبر على مساوىء الكلية صبراً جميلاً ويحاول أن يعمل قدر استطاعته ويصبر ويتحمل فشله وإخفاقه المتكرر الذى يشعره بأنه يتعب ويعمل دون جدوى ؛ إلا إن هذا الطالب فى النهاية لو نجح فسيكون قد نجح بالحظ أيضاً ؛ لأن مساوىء الكلية السابق ذكرها لا تعطى أحداً فرصة للاجتهاد والنجاح بالحظ يجعل حالتك النفسية سيئة لأنك تقضى كل عام وأنت على كف جنى لا تعلم هل تسير فى الاتجاه الصحيح أم لا وتشعر بأنك قليل الحيلة لا تستطيع فعل شىء ، ولكن الغالبية العظمى من طلاب الكلية يتعرضون للرسوب المتكرر وبالتالى يتعرضون للقهر فى منازلهم ولا مجال لأن يصدقك أهلك عندما تشرح لهم هذه المساوئ -مثلما أنا واثق كل الثقة فى أنك عزيزى القارئ عندما تقرأ مقالى هذا لن تصدقه وإنك لمعذور لأنه كلام لا يصدق ولا يشعر به إلا من جربه ولسع بناره - وإذا أردت ترك الكلية والتحويل لكلية أخرى فلن يوافق أهلك لأنهم ينظرون للكلية على أنها كلية طبية لها مجالات عمل لا حصر لها وسيذكرون لك أن لك زملاء قد نجحوا فى تلك الكلية وآخرين تفوقوا وإذا حاولت أن تفهمهم مساوىء الكلية لن يقتنعوا مطلقاً، وسيذكرون لك أيضاًَ أن الآلاف من طلاب القسم العلمى الذين لم يحالفهم الحظ بالالتحاق بكلية طبية يتمنون الالتحاق بكليتك ، وأنك لو تركت مجال الطب لن تجد عملاً فى مكان آخر  ويشعرونك بأن الطب هو المجال الوحيد الذى يضم فرص عمل وسيطلبون منك البقاء فى الكلية لكى تصبح طبيباً حتى ولو رسبت فيها عشر سنوات وهذا طبعاً يتعارض مع نظرية أنك لابد أن تكون قوياً فى مجالك وإلا فستعذب حتى موتك ، ويتعارض أيضاً مع نظرية أن طرق الخير أكثر من أن تحصيها فكيف يقولون لك أن الطب هو المجال الوحيد الذى به فرص عمل .
لذا يكون من التحق بتلك الكلية قد حكم عليه بالتعذيب وحرق الأعصاب وغليان الدماء وتدمير حالته النفسية مدى الحياة لا محالة ؛ فإنه لا يستطيع الاجتهاد ولا الصمود ولا التحويل لكلية أخرى .
بعد كل ما ذكرته كان طبيعياً أن أرسب فى العام التالى لى بالكلية وأتركها بعدما كانت تمثل فى نظرى شخصاً يمسك سوطا ويضربنى به طيلة عامين .
طبيعى أن تظن عزيزى القارىء أن كلامى هذا ناتج عن فشلى بالكلية وأن تردد القول القائل " عندما ينهار البناء تنتشر الجرذان" ، لكنى أقسم لك أن هذه هى الحقيقة وأن أوائل الكلية يعترفون بهذه المساوىء واسمع ما يقوله عظماء علمائنا المصريين عن تعليمنا العالى :-
-المهندس المصرى حاتم سعيد صاحب مشروع " ابنى بيتك " الذى أشاد به الوزير يقول:" رسبت سنتين بكلية الهندسة ولو تركت نفسى للكلية لأصبحت فاشلاً ".  
-ويقول "أ.د.عصام حجى" العالم المصرى الذى يعمل بوكالة الفضاء الأمريكية " ناسا " وكان قد حصل على ثلاث إنذارات بالفصل من جامعة القاهرة مسبقاً : الوضع فى الجامعات المصرية يشبه أعمى يقود سيارة دون فرامل وأمامه حائط وتكون النتيجة قتل البحث العلمى ونزيف العقول المصرية .
وجدير بالذكر أنه لا توجد حتى الآن كلية واحدة مصرية معتمدة عالمياً .
من الآباء العقلاء الذين يملكون المال من يجعل ابنه يمر بمرحلة الثانوية العامة كمرحلة عادية جداً بالخروج من سباق الثانوية العامة بكل ما يحويه من خسائر ويجعل ابنه يلتحق بإحدى الجامعات الأجنبية أو الخاصة فى التخصص الذى يريده.
بعد ما ذكرته عن ذلك المكان السيئ أرى أن الإنسان إذا رأى مكانا سيئا كذلك لا يستطيع فعل شىء إيجابى فيه ويبقى مشلولا فعليه أن يرحل منه دون جدال وقد يحتج البعض بأن الله سبحانه سيجازيهم على صبرهم على الفساد فى ذلك المكان ولكنى أرد عليهم بأنهم لم يستطيعوا فعل شىء إيجابى -كالاستذكار مثلا – يحتجون به أمام الله  ويبقون مشلولين وتحت رحمة الحظ والحظ أنذل ما فى الوجود فلا أمان له فإن نصرك اليوم لن ينصرك غدا وإن نصرك اليوم وغدا فلن تأمن مكره بعد ذلك   وأدلل على ذلك بدليل عملى ؛ فقد كان لى زميل بتلك الكلية رسب فى العام الأول وأعاده ثم صعد للعام الثانى ورسب فيه وكان قد عرف مساوئ المكان جيدا ونصحته بتركه لكنه أصر على البقاء  وأعاد العام الثانى  ورسب ثانية وحينها فصل من الكلية بعد ضياع أربع سنوات من عمره كما أنه فى هذا العام 2010م الذى فصل فيه ألغى نظام الانتساب بالكليات الحكومية المصرية وبالتالى لا يحق له الانتساب لإحدى الكليات كما لا يحق له الالتحاق  بالجامعة المفتوحة إلا بعد مرور خمسة أعوام من حصوله على الثانوية العامة لأنه قد حصل عليها أيام اللائحة القديمة عام 2006م وبذلك يكون استمراره بعناد فى ذلك المكان قد أضاع خمسة أعوام كاملة من عمره هباء.
كما أدلل على ذلك بدليل من التاريخ ؛ فحين كان الشيخ عز الدين بن عبد السلام يعمل قاضيا وبنى الوزير معين الدين غرفة فوق أحد المساجد ليجلس فيها مع أصدقائه اشتكى الشيخ ذلك الأمر للسلطان فلم يرد عليه فاستقال الشيخ من القضاء وقال :"إنى لا أتولى القضاء لسلطان لا يعدل فى القضية ولا يحكم بالسوية .
محمود عبد القادر
*كن فى الجامعة غريبا أو عابر سبيل ولا تفخر بنفسك وإنما دع الناس يفخرون بأعمالك.
حينما دخلت الجامعة كنت متأثراً بكلام الناس عنها فكانوا يقولون أنه لا علم فى الجامعة وأن كل شىء بالوساطة فيها وأنه لابد للطالب من أن يكون مشهوراً بين الأساتذة لأن تلك الشهرة ستكون فى صالحه فى نيل الدرجات الرفيعة ، وسعيت لتنفيذ كلام الناس ؛ فمثلاً : طلب منا أحد الأساتذة يوما ما إعداد بحث عن موضوع معين فأعددت البحث وكتبت عليه تحت اسمى عنوان موقعى على الشبكة العالمية فما حدث إلا أن تصفح الأستاذ موقعى وأعجب بكتاباتى الصحفية وفى المحاضرة التالية أشاد بى أمام الطلاب جميعاًَ وأعلم سيادته وكيل الكلية وبذلك وجعله يتعرف على ويصافحنى ويتحدث معى وكنت إذا سرت فى ساحة الكلية أتلقى السلامات من الموظفين والعمال وأفراد الأمن ، وكنت أعتقد آنذاك أن هذه الشهرة ستفيدنى جما ولكن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن فعندما أتت امتحانات أعمال السنة كان كل أستاذ يأتى إلى لجنتنا يترك الجميع ويأتى إلى لينظر فى ورقتى ويرى ما أكتبه كى يعرف هل أنا حقاً متفوق أم أن شهرتى هذه عن فراغ ، وطبعاً هذا الأمر لم يكن فى صالحى فى معظم المواد ومرت الأيام وكان رسوبى فى الفصل الدراسى الأول وبعدها وجدت نفسى مشهوراً بالفشل والرسوب ؛ فقد أصبحت شهرتى بالسوء ، وحينها كانت الشهرة ضدى تماماً ؛ فبعدما حدث ما حدث حينما كنت أرى واحداً من الأساتذة الذين كانوا يشيدون بى قبل رسوبى كان لا ينظر إلى ولا يسلم على ولا يعطينى أى اهتمام وقد تعلمت من ذلك أن أضرار الشهرة غالباً ما تكون أكثر وأقوى من فوائدها ، وأنه عندما ينهار البناء تنتشر الجرذان ؛ أى أنه إذا أحبك الناس وأشادوا بك فقد أحبوا أعمالك وأشادوا بها لا بشخصك وإن تراجعت عن نجاحك فسيتراجعون عن حبهم لك وعن الإشادة بك ويتجلى هذا الأمر فى حال لاعبى الكرة مثلا .
   مرت الأيام وحضرت دورة تدريبية عن تصميم الأدوية بالحاسوب بكلية الصيدلة وكان رأيى فى الدورة أنها سيئة للغاية وقد كتبت تقريراً عن مساوىء الدورة فى إحدى الصحف العربية ، وشاء القدر أن يقرأ عميد كلية الصيدلة هذا التقرير وبدوره استدعى رئيسة قسم الكيمياء الصيدلية الذى أقيمت به الدورة وكانت المفاجأة عندما قرأت الأخيرة التقرير وتوقفت عيناها عند اسم كاتب التقرير وقالت "محمود عبد القادر " هذا الاسم ليس غريباً عنى فقال لها العميد : " قد يكون صحفياً مشهوراً " ولكنها سرعان ما ردت عليه وقالت : " تذكرته. هذا طالب بكلية الطب البيطرى حضر الدورة معنا ". لقد كان من الممكن أن يمر الأمر بسلام عادياً جداًَ ولكن شهرتى وكون رئيسة القسم تعرفنى جيداً هما اللذان تسببا فى إضرارى فقد قاما معاً بإرسال شكوى فى إلى عميد كليتى ليستدعينى بدوره وقال لى : أنت أول طالب فى كليتنا ترسل فيه شكوى رسمية من ستة صفحات مقدمة من عميد كلية الصيدلة .
وتذكرت أن من يملك الشهرة لا يتمتع بها قدر ما يشقى بها فمثلاً الممثل أو لاعب الكرة المشهور لا يستطيع أن يسير بمفرده فى الشارع ولا فى الأماكن العامة بل لابد أن يسير معه أفراد حراسة خاصة يتقاضون أموالاً باهظة

6

فى الامتحان
-فى اليوم السابق للامتحان ( ليلة الامتحان ) :-
عليك أن تريح ذهنك فى أثناء هذا اليوم و تنبه إن إرهاقك فى الاستذكار فى هذا اليوم يؤثر عليك فى يوم الامتحان و أن انصرافك التام عن الاستذكار فى هذا اليوم يجعلك تشعر بالقلق مما يفقدك الثقة يوم الامتحان فاحرص فى هذا اليوم على أن تجمع بين المراجعة وشىء من الترفيه يقلل من توترك ويمنحك الثقة ؛ و احرص على ألا تستسلم للسهر إلى وقت متأخر من الليل بل نم مبكراً لتحظى بقدر وافر من النوم والراحة ، و اعلم أن راحة الذهن والجسد هى أهم شىء فى استعدادك للامتحان ، واحرص على حل امتحانات للسنوات السابقة لكى تتدرب على أسلوب ونمط الامتحانات .
*فى يوم الامتحان :-
*اعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ؛ لذا احذر التوتر و القلق وتجنبهما وثق فى الله ؛ فإن التوتر عدوك الأول فى يوم الامتحان ؛ و احرص على هدوء أعصابك وعلى أن تذهب إلى لجنة الامتحان وأنت فى أحسن حالاتك النفسية وأعصابك حديدية كأنك ذاهب إلى ليلة عرسك .
حافظ على صفاء ذهنك فلا تحاول تعلم شىء جديد فى هذا الوقت المتأخر ولا تحاول القيام بمزيد من المراجعة فاكتف بما حصلته وتوكل على الله ولا تذهب للجنة الامتحان مبكراً جداً كى لا تدخل فى مناقشات مع زملائك تشتت معلوماتك وتضعف ثقتك بنفسك ، بل اذهب مبكراً قليلاً وحاول الذهاب مع أحد أصدقائك للتخفيف من توترك .
*اصطحب معك ساعتك لتدرك زمن الامتحان ولكى لا تهدر الوقت فى إجابة سؤال معين دون باقى الأسئلة بغير قصد  .
-اقرأ الأسئلة بتأن وإذا وجدت سؤالاً من جزأين فضع تحته خطين لكى لا تنساهما أو تجيب عن جزء دون الآخر .
*إذا وجدت سؤالاً صعباً أو عز عليك تذكر إجابته فاتركه لآخر الامتحان ولا تهدر كل وقت الامتحان فيه .
-نظم ورقة الإجابة وابدأ إجابة كل سؤال ببداية صفحة جديدة .
*احذر كتابة أكثر من إجابة لسؤال واحد ( بعض الطلاب يشكون فى إجاباتهم فيجيبون إجابة صحيحة ثم إجابة خاطئة ويكتبون إجابة أخرى للسؤال وفى هذه الحالة يحرمون من درجة السؤال نهائياً رغم أن المراقبين ينصحونهم بكتابة إجابات عديدة للسؤال الواحد ) ألم أذكر لكم سابقاً بطلان كثير من كلام الناس ؟! ( اللهم بلغت اللهم فاشهد ) .
*يجب أن تكون إجابتك مرتبة بعناصر ونقاط فمثلاً بدلاً من أن تكتب أن من وسائل الإعلام :   " الاستماع والاطلاع والقراءة "  اكتبها بطريقة سهلة على المصحح هكذا:
 من وسائل الإعلام :
 1-الاستماع
 2-الاطلاع
 3-القراءة .
- اكتب عناصر إجابة جميع الأسئلة فى مسودة بآخر ورقة فى كراسة الإجابة .
-فى أحيان كثيرة تصخب لجنة الامتحان بالضوضاء نتيجة مشاجرات الطلاب مع المراقبين لذا عود نفسك على حل الامتحانات فى الضوضاء ودرب نفسك على ذلك جيداً؛ فمثلاً حل امتحاناً وأنت جالس مع أسرتك أمام التلفاز وحاول إفراغ ذهنك من كل شىء والتركيز فى الإجابة فقط .
يوم النتيجة
-إذا كرمك الله وكلل جهدك وحققت التفوق فأول شىء يجب أن تفعله هو أن تشكر الله بكل السبل الممكنة لشكره ؛فيقول تعالى:" لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ" ( 7إبراهيم)وتواصل العمل الجاد وإياك الإفراط فى الفرحة فإنه ينسيك شكر الله .
حول فشلك إلى نجاح
إذا فشلت فى شىء لا قدر الله فلا تيأس فقد صدق القائل:"الطفل لا يمشى من أول محاولة فاصبر" ويقول عادل حسنين:"بين االسفح والقمة مشوار طويل وتعب وكد وكفاح وجهاد ومشقة وانكسارات تفوق فى عددها الانتصارات".
كن صريحا مع نفسك واعترف بأخطائك حتى تتمكن من تصحيحها ومن إصلاح نفسك ؛فيقول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:"كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"(رواه أنس بن مالك فى الجامع الصغير)وخير الخطائين هنا معناها خير الناس لأنها مسبوقة بقوله –صلى الله عليه وسلم-:"كل بنى آدم خطاء"،كما أن الاعتراف بالخطأ شرط من شروط التوبة وضرورى للتعلم منه و لتفاديه مستقبلا .
 أحص أسباب فشلك بصراحة أمام نفسك وأصلحها ؛ فالعلم بالتعلم و الحلم بالتحلم ولا شىء صعب بإذن الله.
أجتهد ولا أحصل على حقى
إننى أعلم جيداً بفضل تجاربى أنه لابد من تدعيم الحظ لمجهوداتك لكى يجلب لك التفوق وقد يأتى يوم النتيجة ولا تحصل فيه على ما تريد(لا قدر الله)ولكن بعدما أديت ما عليك اعلم أن الله لن يضيع أجرك وأن ما حدث إنما هو لخير يعلمه علام الغيوب ولا تعلمه أنت وستكتشف هذا الخير بعد ذلك، فاحمد الله و اشكره على كل حال .
 اعلم أن أية منظومة تعليمية كالجامعة والمدرسة يديرها مجموعة من البشر منهم العادل ومنهم الظالم ومنهم المصيب ومنهم المخطىء فلا تنزعج ولا تغضب ولا تحزن مطلقاً إذا ظلمت فى نتائج الامتحانات واجعل همك تحصيل العلم لا تحصيل الدرجات فقط .
من ساء بدؤه ساء ختامه
أؤمن جداً بالقول القائل "من حسن بدؤه حسن ختامه ومن ساء بدؤه ساء ختامه " وواضح جداً عملياً أن كل نجاح يكون مبنياً على بداية صحيحة وسير فى الطريق الصحيح أما من أساء البدء وبدأ بداية سيئة فلا تتوقع له ولا تنتظر منه أن ينتهى إلى خير ؛ لأنه عندما بدأ بداية خاطئة سار فى طريق خاطىء واستمر فى السير فيه وهو مخطىء وطبيعى أن يصل إلى نهاية خاطئة وسأسرد مثالاً على ذلك :
-فى امتحاناتنا بالمرحلة الابتدائية كان يقوم المراقبون علينا فى لجنتنا بكتابة إجابات الامتحانات على السبورة لينقلها الطلاب وكانت الإجابات نموذجية وصحيحة تمام الصحة وكان الطلاب يجيبون إجابات واحدة وهى الإجابات النموذجية الصحيحة المطلوبة المثلى الأمر الذى جعلنى أتوقع آنذاك أن كل الطلاب سيحصلون على درجة واحدة لأن إجاباتهم كانت واحدة بأسلوب واحد ولأن الإجابات كانت المثلى الصحيحة توقعت أن يحصل كل الطلاب على الدرجة النهائية ولكن هيهات فكانت الدرجات متفاوتة ومن لم يظلم بالنقص ظلم بالزيادة وهذا ليس بغريب فقد بدأ المدرسون بداية خاطئة وهى أنهم كتبوا الإجابات الصحيحة لجميع الطلاب ولم يصبح الامتحان امتحاناً ثم قام بتصحيح الامتحانات هؤلاء المدرسون الفاشلون الفاسدون الضالون فلا نتوقع منهم أن ينهوا الأمر على صواب بل سيتمادون فى خطئهم الذى بدؤه و سيصححون تصحيحاًَ صورياً .
ومثال آخر : فى امتحاناتنا بالجامعة كانت الامتحانات فى منتهى السهولة لدرجة جعلت طالباً واحداً لم يشك من الامتحانات وبالتالى كانت إجاباتنا – الطلاب – واحدة وصحيحة ومثلى فتوقعت أن تكون درجاتنا واحدة ولكن حدث ما حدث فى المثال السابق.
ما الحل حينئذ؟
لابد أن تثق فى قول الله –تعالى-:" إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً" (الكهف30) وأن الله ادخر لك جهدك ليرده ل كفى موضع آخر خير لك من ذلك الموضع ؛فالله هو الوحيد الذى يعلم الخير لعبده والشر له فإذا كان ذلك الأمر خيرا للعبد  فسيعطيه له وإن لم يك ذلك خيراً له فسيعوضه فى موضع آخر فيقول تعالى:" عَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "(216البقرة )، ويقول ابن القيم : " ما أغلق الله على عبد بابا بحكمة إلا وفتح أمامه بابين برحمة ".
فالحل حينئذ هو المثابرة التى تتمثل فى الصبر على الخسائر ومواصلة العمل الجاد ويقول عادل حسنين:"بين االسفح والقمة مشوار طويل وتعب وكد وكفاح وجهاد ومشقة وانكسارات تفوق فى عددها الانتصارات".
وإن نجاح أى عمل دنيوى يتكون من تعاون شيئين هما الحظ وهو توفيق الله بنسبة 90% والاجتهاد بنسبة10% وبغض النظر عن النسبة المئوية فلا ينفع الحظ بغير اجتهاد وقد أعطيت لحظ نسبة 90%لأن الله يملك كل شىء فالإنسان فى طريق النجاح يحتاج إلى تحقيق أشياء عدة أعطى الله -سبحانه- سلطة تحقيق 10%منها لاجتهاد البشر واحتفظ لجلاله وعظيم سلطانه بالباقى وطبيعى أن الإنسان إذا صدق النية وصاحبها بالعمل الجاد واستمر وصبر على الخسائر فسيعطيه الله حتما كل حسن الحظ والتوفيق فيقول تعالى :" إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً" (الكهف30) ويقول أيضا:" قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"(التوبة 105)، وفى الاجتهاد وأداء كل شخص دوره بإخلاص بغض النظر عن النتيجة وبذل الجهد حتى آخر قطرة دم وحتى آخر لحظة ممكنة يقول رسول الله-صلى الله عليه وسلم :" إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها "(صحيح رواه الألبانى فى صحيح الجامع)،ويقول أيضا:" إذا اجتهد فأصاب فله أجران ، وإن اجتهد فأخطأ فله أجرٌ"(صحيح رواه الشوكانى فى الفتح البانى).
الجدير بالذكر أيضا أن الإنسان إذا اجتهد وأدى ما عليه بإخلاص فسيكرمه الله بحسن الحظ وسيسخر كل ما فى الأرض لنصرته وينزل جنودا من السماء لنصرته وسيكسر كل قواعد الدنيا لنصرته ليعطيه نتائج تفوق أى توقعات دنيوية ؛فيقول تعالى :" كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ "(249البقرة) ،ويقول –جل شأنه-:" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96]، ويقول –سبحانه-: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً * مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً [نوح:10-13] ، ومن الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر الخليفة المصلح "عمر بن عبد العزيز " الذى صدق النية وصاحبها بالعمل الجاد فأعطاه الله –سبحانه-مجتمعا خاليا من الفقراء فقد كسر الله بذلك القاعدة الدنيوية القاضية بعدم وجود مجتمع متكامل لنصرة ومكافأة عمر بن عبد العزيز وقد أعطاه الله بذلك شيئا لم يعطه لرسوله –صلى الله عليه وسلم- ولا يتوقعه بشر وفق القواعد الدنيوية ؛فقد اختفى الفقر والفقراء في عهد عمر رضي الله عنه! حتى إن الأغنياء كانوا يخرجون بزكاة أموالهم فلا يجدون يد فقير تبسط إلى هذا المال، يا للعجب! في عشرين عاماً؟! في عشرة أعوام؟! كلا والله، بل في سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام! إنها المعجزة! إنها الكرامة الكبرى على يد ولد الإسلام العظيم! وأرسلت الكتب من أمير المؤمنين وتقرأ في مساجد عواصم دولته التي كانت تبلغ مساحتها ربع مساحة العالم اليوم في القرن العشرين، تقرأ كتب أمير المؤمنين رضي الله عنه: من كان عليه أمانة وعجز عن أدائها فلتؤد عنه من بيت مال المسلمين! من كان عليه دين وعجز عن سداده فسداد دينه من بيت مال المسلمين! من أراد من الشباب أن يتزوج وعجز عن الصداق فصداقه من بيت مال المسلمين! من أراد من المسلمين أن يحج وعجز عن النفقة فليعط النفقة من بيت مال المسلمين! وما من يوم إلا وينادي المنادي من قبل عمر : أين الفقراء، أين اليتامى، أين الأرامل، أين المساكين؟! يا ألله! يا خالق عمر سبحانك! ليس في عشرين عاماً وإنما في عامين ونصف! وذلك إذا سلك الناس طريق الحق ومنهج الله عز وجل.
وجدير بالذكر أيضا أن الأعمال الدنيوية لا تنجح إلا إذا كانت خالصة لوجه الله تعالى ؛فيقول تعالى:" وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ" (التوبة 25).
واقرأ الصفحة الآتية من ذكريات المؤلف التى تؤكد أن الله يفعل الخير لعبده وتؤكد صدق قوله تعالى :"عَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "(216البقرة )
اكتشاف متأخر جداً
عشت طوال عمرى متمنيا أن أكون طبيبا وبعدما أنهيت الثانوية العامة ألحقنى مكتب التنسيق طبقا لمجموعى بكلية الطب البيطرى التى لم تك كلية وإنما كانت تجميعا للأنظمة الفاسدة فى العالم فلم أوفق بها وتركتها بعد عامين من التحاقى بها والتحقت بكلية الحقوق.
بعدما التحقت بكلية الحقوق ودرست الفصل الدراسى الأول بها اكتشفت اكتشافاً كان على أن اكتشفه منذ زمن بعيد ألا وهو أن أقوى ميولى هو ميلى للقانون وقد كنت طوال عمرى معتقداً أن أقوى ميولى هو ميلى الإعلام واللغة العربية لكنى اكتشفت أن حبى للإعلام لا يشكل جزءاً من المائة أمام حبى للقانون .
ثقتى بالله سبحانه تؤكد لى أنه لن يبخل بأى شىء على عبده إذا كان مستحقاً له ولكنه يعطيه إياه فى الوقت المناسب ، والتحاقى بكلية الحقوق كان بمثابة وضع الشخص المناسب فى المكان المناسب وفى الوقت المناسب أيضاً ولم يك من الممكن أن يحدث بغير هذه الكيفية فلو كان الله سبحانه قد سبب لى مجموعاً ضئيلاً فى الثانوية العامة ألحقنى بكلية الحقوق لبقيت حزيناً طوال عمرى على أنى فشلت فى تحقيق هدفى وهو أن أصبح طبيباً ، ولو سبب لى مجموعاً كبيراً ألحقنى بكلية طبية غير كلية الطب البيطرى –التى لا تعد كلية وإنما تجميعاً للأنظمة السيئة فى العالم – لاستمررت فيها وما التحقت بكلية الحقوق ولكنه سبحانه بحكمته جعلنى أقضى عامين فى أسوأ الأماكن حتى أكسب خبرة كافية تضبط شخصيتى لأدخل كلية الحقوق عن اقتناع تام .
وأحمد الله كل الحمد على أنى وضعت فى مكانى الأمثل وفى مجالى الصحيح وإذا وضع الموهوب فى مجال موهبته واجتهد فيه فلن تكون حدود لتفوقه وسيكون تفوقه خارقاً للطبيعة .
وأتذكر المثل الشعبى المصرى القائل " ادى العيش لخبازه ولو أكل نصه " .
وتطبيقاً لهذا الدرس الغالى الذى تعلمته ؛ فإننى الآن لا أفعل مثلما يفعل معظم طلاب كلية الحقوق بأن يوجهوا كل طموحهم نحو الالتحاق بسلك القضاء ويصابون بالاكتئاب عندما لا يوفقون فى ذلك بل سأجتهد وأؤدى ما علىَّ وسأدعو الله قائلا :"اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرا لى فقدره لى".  
                                                                                       محمود عبد القادر                             
أسيوط فى 10 يناير 2010       

واقرأ هذه الصفحة من ذكريات المؤلف:
صفحة من ذكريات طالب ثانوية عامة
(عدنا بخفى حنين )
   جميل أن تثق بنفسك لكنك مطالب بوضع حدود لهذه الثقة وبالحرص على عدم تخطي هذه الحدود حتى لا يتغير الحال وتتحول إلى ثقة زائدة ثم إلى غرور شيئاً فشيئاً وهو الأمر الذى ينتاب معظم الشباب فى هذه الفترة .
صحيح أن ثقتك بنفسك تعينك على العمل وتشجعك عليه وتشد من أزرك فى تحقيق أحلامك وطموحاتك التى قد تكون لا حدود لها ، وقد تزداد هذه الثقة عندما تحقق أحد أحلامك وهناك تظهر إمكانيات البشر فى القدرة على التفريق بين الثقة بالنفس والثقة الزائدة التى سرعان ما تتحول إلى غرور والتى قد تضر صاحبها أضراراً بالغة الأثر إن لم تتحول إلى غرور ، وغالباً لا يستطيع معظم الشباب التمييز بين هذين الأمرين .
لقد كنت واحداً من الشباب الذين لم ينجوا فى هذا التمييز فى التجربة التى سأرويها لك -عزيزى القارىء -.
   أديت امتحانات المرحلة الأولى من الثانوية العامة بأعصاب من حديد بالغة الهدوء وبنفس فائقة الثبات وبتواضع رهيب والحمد لله وفقت وأجبت إجابات صحيحة على أسئلة جميع الامتحانات ، وهنا يأتى الخطأ فى فترة ما بعد الامتحانات فتوفيقى فى أداء الامتحانات جعلنى واثقأ كل الثقة بأننى سأحصل على مجموع الـ100% كاملاً دون نقصان وأخذت تزداد هذه الثقة شيئاً فشيئاً ورغم أنها لم تصل إلى حد الغرور إلا أنها جعلتنى أفكر فيما سأفعله بعد الحصول على الـ100% وكيف سيكون حال الإجازة الصيفية وحال الاحتفال والفرحة فأصبحت أفكر وأكتب وأتحدث مع الناس وكأننى قد حصلت بالفعل على مجموع الـ100% والغريب أن أصدقائى وأهلى وحيرانى كانوا واثقين بذلك الأمر أكثر منى الأمر الذى زادنى وهما وغفلة وأنسانى كل شىء ؛ فقد أنسانى أن لكل إنسان نصيباً لابد أن يأخذه سواء كان له أو عليه ولن يأخذ أكثر منه ولا أقل مهما فعل ومهما تغيرت الظروف وتبدلت الأحوال ، ولم أتذكر آنذاك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " ، و ذهبت لاستقبال النتيجة بنفس ثابتة وبأعصاب حديدية أيضاً وأنا مطمئن كل الطمأنينة أننى حاصل على مجموع الـ 100% فى مفاجأة ستذهل كل الحاضرين واستلمت ورقة نتيجتى وقد سيطر على شعور الثقة الزائدة آنذاك حتى إننى عندما جمعت الدرجات كنت حاصلاً على 45.5 درجة من 50 درجة فى مادة الكيمياء وقد جمعتها على أنها 49.5 / 50 ولم يكن ذلك خطأ النظر ودقة الملاحظة فقط وإنما كان خطأ الثقة الزائدة بالنفس ، وجدت المجموع 98.4 % وهنا كانت الصدمة التى لم تصبنى أنا فقط بل امتد أثرها إلى كل الحاضرين الذين كانوا ينتظرون منى الـ 100% إلا إننى رضيت بقضاء الله وحمدته وعدت إلى المنزل لأجلس بمفردى فى هدوء تام  و أحاول استيعاب ما حدث ؛ فجمعت الدرجات ثانية وهنا اكتشفت أن درجتى فى الكيمياء هى 45.5 وليست 49.5 الأمر الذى جعل مجموعى 96.4% فجعلت أردد " لقد ظلمت فى الكيمياء ولأن أهدأ حتى أعيد تصحيحها ، وما هو إلا يوم مرد وفى اليوم التالى سددت والدتى رسوم إعادة التصحيح وذهبت مع أخى الأكبر إلى محافظة أسيوط بعد أسبوع من تاريخ ظهور النتيجة لإعادة التصحيح .
  لقد أخطأت للمرة الثانية ؛ فقد كان يجب على التروى والتمهل فى الأمر ومراجعة ما أتذكر أننى كتبته فى ورقة الإجابة على نموذج الإجابة الصادر عن الوزارة قبل دفع الرسوم المقررة أو الذهاب لإعادة التصحيح ، وقد تسببت ثقتى الزائدة فى هذا الخطأ أيضاً .
بدأت داخل لجنة إعادة التصحيح مراجعة ما كتبته بورقة إجابنتى على نموذج الإجابة وكانت المفاجأة أن أحد الأسئلة كان كالآتى :-
أ)اختر الإجابة الصحيحة مع كتابة معادلة التفاعل الموزونة ، وقد كان السؤال من أربع نقاط وكان نموذج الإجابة ينص على أن الاختيار الصحيح عليه نصف درجة والمعادلة عليها درجة واحدة واكتشفت أننى قد كتبت الاختيار الصحيح فقط فى  النقاط الأربع دون كتابة الأربع معادلات الأمر الذى تسبب فى فقدانى أربع درجات أى 2% أى أننى كان من الممكن أن احصل على 98.4% بكل سهولة ولكنه النصيب المكتوب والمقدر غير القابل للتغيير .
آنذاك رضيت بقضاء الله لكننى أخذت أسأل نفسى عدم كتابة المعادلات خطأ من ؟؟؟! هل هو خطأ تقصيرى وعدم استذكارى الجيد ؟ لا فقد كنت أستذكر طوال العام على أكمل وجه وقد كانت المعادلات سهلة جداً بجيث لا يعجز أى طالب عن كتابتها ، هل هو خطأ المصحح ؟ لا فقد تم تصحيح ورقة الإجابة على أكمل وجه دون خطأ ، إذاً فهل يكون خطأ عدم دقة الملاحظة والتسرع ؟ لا فقد تمت ملاحظة هذا السؤال فى الجزئية ( أ ) ولكننى كتبت معادلات الجزئية (ب ) وهى ليست مطلوبة وكانت معادلات الجزئية ( أ ) هى المطلوبة ، إذا فهل يكون خطأ التسرع وعدم التركيز ؟ لا فقد كنت فى قمة التركيز وهدوء الأعصاب وثبات النفس والرزانة والحالة النفسية الجيدة وليس فى الإمكان أفضل مما كان آنذاك ، إذاً فهو ليس خطأ أحد ولكنه النصيب المكتوب الذى قدره الله علىَََّ و الذى لن يتغير بفعلى أو بفعل أى شخص أو أى شىء ؛ فحمدت الله ورضيت بقضائه وأدركت جيداً حينئذ أن الله يريد بى الخير بنقصان هذه الدرجات ، فإننى لا أعرف أين الخير ولا أعلم الغيب ولكن الله سبحانه وتعالى –وحده هو الذى يعلم الغيب ويعلم أين الخير ؛ فهو الذى خلق عباده وهو قدير على توجيههم للخير ، وتذكرت آنذاك أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً فجعلت أردد ذلك وأردد قوله تعالى " إنا لا يضيع أجر من احسن عملاً " على مسامع أخى وأفهمته أن الله قد ادخر لى عملى وتعبى طوال العام ليرده لى فى شىء خير من ذلك .
إننى لم أكتب هذه الصفحة من ذكرياتى بغرض تسجيل الذكريات وإخراج ما يجيش بخاطرى فحسب بل لأؤكد حقيقة دنيوية وهى أن كل شىء فى حياتنا نصيب مكتوب محتوم وحتمى وغير قابل للتغيير يجب الرضا به والاستمرار والمثابرة والاجتهاد فى العمل لنيل نصر الله ، فإن الله يختبر عبده فيما أتاه ، ويختبر إيمانه ومثابرته فى كل شىء وإنه سبحانه وتعالى يوفق عباده لكل خير وهم لا يشعرون ويختار لهم الأفضل ، لأنه الوحيد الذى يعرف ما الأفضل وما الأسوء وأين الخير وأين الشر .
أنا مثلاً كنت أتمنى الحصول على مجموع الـ 100% وأنا لا أدرى ماذا كان سيحدث لو تحقق هذا الحلم ، فقد يكون وبالاً علىّ وعلى أسرتى وقد أصاب بعين الحسود فيحدث ما لا أتمناه من مرض أو فشل أو قد ينتابنى الغرور فلا أستطيع الاستمرار فى العمل الجاد ويكون هذا المجموع مطية الإخفاق بالنسبة لى أو قد يؤهلنى للالتحاق بكلية لا أوفق فيها ، ونظراً لأننى تعبت طوال العام الدراسى وبذلت قصارى جهدى ولم أدخر وسعاً فى استذكار دروسى إذا فأننى واثق أن الله قد وفقنى لمجموعى هذا لخير لا أعمله وقد نجانى من شر مجموع الـ 100% ولنتذكر قصة يوسف الصديق عليه السلام –فقد بيع بدراهم معدودة لعزيز مصر وقد كان ذلك خيراً له لم يعلمه إلا بعد أن صار ملكاً على مصر .
محمود عبد القادر
ملوى فى 22/7/2006م