الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

1

أهمية طلب العلم
-طبيعة الإسلام تجعل العلم فريضة على كل مسلم كما تفرض على أمة الإسلام أن تكون أمة متعلمة ترتفع فيها نسبة المثقفين ، وتهبط أو تنعدم نسبة الجاهلين .
-العلم أساس الحياة فهو السراج المنير الذى يضىء طريقك الدنيوى وهو النافذة التى تطل منها على كل شىء حولك وهو المفسر الذى يوضح لك علل حدوث الأشياء.
- لتسخر العلم لإفادة الإنسانية وتبعده عن الزيغ والانحراف ؛فقد قال رسول الله-صلى الله عيه وسلم-لأحد صحابته: " فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا ، خير لك من أن يكون لك حمر النعم "(رواه البخارى). 
-تتعلم لتؤدى واجبك فى الدنيا؛فالعلم جزء من أجزاء عمارة الأرض التى خلقنا الله من أجلها. 
فوائد الاجتهاد فى العلم
-التقرب إلى الله تعالى بالعلم النافع استجابة لقوله " اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ "(الكهف1).
-التقرب إلى النبى صلى الله عليه وسلم القائل " طلب العلم فريضة على كل مسلم"(رواه ابن ماجة1-81)، والقائل أيضاً " إنَّ الدنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها، إلا ذكرَ اللهِ وما والاه وعالمًا أو متعلمًا"(حسن،الجامع الصغير 1967).
-التقرب من الملائكة الذين يضعون أجنحتهم لطالب العلم .
-اكتساب حب الناس ومصاحبة الناجحين والبعد عن الفشلين .
-بر الوالدين وإسعادهما .
-عمارة الأرض وتأدية أمر الله ، حيث يعد الحكم جانباًً من عمارة الأرض .
-زيادة قيمتك كإنسان بما تحصله من علم .
-تعليم الجاهلين ونشر العلم النافع .
-الاستعانة بالعلم على الجهاد فى سبيل الله وإعلاء راية الإسلام .
-الاستعانة بالعلم النافع على العمل واكتساب الرزق الحلال والاستغناء عن سؤال الناس.
-الاستعانة بالعلم على الزواج وبناء أسرة صالحة .
-حسن تربية الأبناء ومساعدتهم فى فهم دروسهم .
-تحقيق القدوة العملية للأبناء و للأجيال القادمة كما صنع علماؤنا الأفذاذ السابقون.

*آداب طالب العلم :-
-الإخلاص : يجب عليك إخلاص النية لله-سبحانه- فى طلب العلم وأن تتعلم العلم لله لا ليقول الناس إنك عالم ولا لاجتياز الامتحانات فقط ، ( الأمر الذى شاع بكثرة فى عصرنا هذا وسبب الفشل للكثيرين ) .
-تحقيق التوازن بين العلم والعبادة : لا يمكن أن يؤدى إنسان العبادة على أكمل وجه ويماطل فى الاجتهاد فى عمله ويكون هذا الإنسان صالحاً ، ولا خير أيضاً فيمن يجتهد فى طلب العلم ويترك العبادة ، لذا يجب تحقيق التوازن بين الأمرين ، ويقول الإمام الحسن البصرى رضى الله عنه : " العامل على غير علم كالسالك على غير طريق ، والعامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح ، فاطلبوا العلم طلباً لا تضروا بالعبادة ، واطلبوا العبادة طلبا لا تضروا بالعلم ، فإن قوماً طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد (صلى الله عليه و سلم) – يعنى الخوارج – ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا .
-المداومة على طلب العلم والاستزادة منه حتى الموت ؛ فقد ورد فى القرآن الكريم:" وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً "(114طه).
-تطهير النفس من الذنوب والأخلاق السيئة ؛ وقد قيل : " ينبغى أن يمهد القلب للعلم كما تمهد الأرض للزراعة ، وقال الشافعى :-
" شكوت إلى وكيع سوء حفظى               فأرشدنى إلى ترك المعاصى
وأخبرنـى بـأن العلـم نـور             ونور الله لا يؤتى لعاصى "
واحرص على غض البصر ؛ فمن فوائده أنه يورث فراسة صادقة يميز بها بين الحق والباطل والصادق والكاذب ، والله سبحانه وتعالى يجزى العبد عن عمله بما هو من جنس عمله و من ترك لله شيئاً عوضه الله خيراً منه ؛ فإذا غض الإنسان بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته عوضاً عن حبس بصره و يفتح عليه باب العلم والمعرفة .
- احترام المعلم ، ولكن اعلم جيداً أن المعلم ليس معصوماً من الخطأ وأنه بشر يخطىء ويصيب ؛ لذا فثق فى الكتب والمراجع ولابد من مراجعة كل كلمة قبل حفظها وتدريسها و احذر الثقة العمياء فى المعلم مهما كان قدره وكانت عظمته ؛ فهو بشر .
واتبع أسلوبا جيدا عندما تصحح له أخطاءه فلا تقل له : " أنت مخطىء " مباشرة بقسوة بل قل له " لقد قرأت فى كتاب كذا أن كذا هو الصواب " وأحضر له الدليل .
-عدم كتمان العلم وتعليم العلم ونشره وإفادة الآخرين به ؛فيقول تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ"(159البقرة)،ويقول جل شأنه:" وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ"(آل عمران187) ،ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللهُ به من الهُدَى والعِلْمِ، كمَثَلِ الغيثِ الكثيرِ أصاب أرضًا، فكان منها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأَنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكثيرَ، وكانت منها أجادِبُ، أَمْسَكَتِ الماءَ، فنفع اللهُ بها الناسَ، فشَرِبُوا وسَقَوْا وزرعوا، وأصابت منها طائفةً أخرى، إنما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فذلك مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللهِ، ونفعه ما بعثني اللهُ به فعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ من لم يَرْفَعْ بذلك رأسًا، ولم يَقْبَلْ هُدَي اللهِ الذي أُرْسِلْتُ به "(صحيح البخارى79)،وقال أيضا:"من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة"( رواه الترمذى5-29).، فلا تبخل على أحد بمعلومة مهما كانت الظروف والأحوال ؛فقد يخشى الطالب من أنه إذا أفاد زميله بمعلومة مهمة أو نادرة العلم فسيتفوق عليه زميله لكنى أرد عليه بأن الإنسان إذا فعل شيئا ابتغاء مرضاة الله بنية صادقة فسيكافئه الله –سبحانه-بمكافأة أعظم مما يتخيل وسيكسر له كل قواعد الدنيا فى سبيل نصرته ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه"(صحيح البخارى13)،وقال أيضا:"الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه"(رواه مسلم فى صحيحهو قد قال الإمام على بن أبى طالب –رضى الله عنه-" ما أتى الله تعالى عالماً إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه وما أخذ الله على الجهال أن يتعلموا حتى أخذ على العلماء أن يعلّموا "،
-طلب العلم النافع ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع "(صحيح مسلم 2722) .
-اغتنام وقت البكور ، وهو أول النهار للظفر بالبركة ؛ فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم " اللهم بارك لأمتى فى بكورها "(سنن الترمذى1212) .
-عدم الخجل والحياء فى العلم ؛ فقد قال تعالى : " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43النحل)وقول مأثور يقول : " يضيع العلم بين التكبر والحياء " .
-العمل بالعلم ؛ فقد ذم الله سبحانه من لا يعملون بالعلم فى قوله تعالى " مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً (الجمعة5)، وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ"(صحيح الترمذى 2417).
 " ويقول جمال الدين الأفغانى :"علم قليل مقيد فى الصدور يعمل به خير من علوم كشيرة مسطورة فى الكتب لا يعمل بها".
- -عدم التجرؤ على الإفتاء دون علم . 
-التواضع : فقد قال الشاعر :-
" تواضع تكن كالنجم لاح لناظر              على طبقات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه          إلى طبقات الجو وهو وضيع "
وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : " تعلموا العلم ، وتعلموا للعلم السكينة والحلم ، وتواضعوا لمن تتعلمون منه يتواضع لكم من تعلمونه " .
-إياك أن تسخر من أحد.
 عندما دخلت الجامعة وحالت الظروف دون نجاحى فى عامى الأول بها وتذوقت لأول مرة طعم الرسوب والفشل وخيبة الأمل كنت أتذكر أيامى الماضية متحيراً على حالى ومتعجباً على هبوطى من القمة إلى السفح دون تدريج وآمنت بالقول الصادق : " ارحموا عزيز قوم ذل " ؛ فقد كان لى شأن عظيم طوال أيام دراستى وكنت رمزاً للتفوق والأخلاق العالية وكان يضرب بى المثل فى التفوق ، وكان الجميع يوقرنى ويخشى مواجهتى فى العلم ، وكان الطلبة إذا ضايقهم أحد معلمى اللغة العربية أو استعرض عضلاته اللغوية عليهم قالوا له : " سنحضر لك زميلنا "محمود عبد القادر" ليؤدبك ويعرفك جيداً قدر نفسك وكان المعلمون والطلاب ينتظرون كتاباتى بتلهف شديد ، وعند الأحداث المهمة كانوا يأتون إلى ليقولوا لى " أعد قلمك فنحن فى انتظار ما ستكتبه" وبين يوم وليلة أصبح اسمى فى الجامعة رمزاً للفشل والرسوب وإثارة المشاكل مع الأساتذة وحينها ندمت على كل لحظة أعجبت فيها بنفسى و حسبت نفسى فيها شيئا عظيما.
   علمتنى الحياة من هذا الموقف ألا أسخر من أحد ؛ لأننى بشر معرض للخطأ ولأن أصبح مخطئاً مثله فى لحظة ، وقد أعطانى هذا الموقف عصمة من الغرور والتكبر؛ لأنى آمنت بأن حال الدنيا متغير ولا أحد يدرى ماذا سيحدث بعد لحظة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق